خدام الحسین

کنگان

شجاعة الامام علی علیه السلام

يكشنبه, ۶ تیر ۱۳۹۵، ۱۰:۳۰ ق.ظ

شجاعة الإمام علی (علیه السلام)

قال ابن أبی الحدید فی شجاعته (علیه السلام ) :

أما الشجاعة فإنه أنسى الناس فیها ، ذکر من کان قبله ، ومحا اسم من یأتی بعده ، ومقاماته فی الحرب مشهورة ، تُضرب بها الأمثال إلى یوم القیامة ، وهو الشجاع الذی ما فرَّ قط ، ولا ارتاع من کتیبة ، ولا بارز أحد إلا قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانیة .

ولما دعا معاویة إلى المبارزة لیستریح الناس من الحرب بقتل أحدهما قال له عمرو بن العاص : لقد أنصفک ، فقال معاویة ما غششتنی منذ نصحتنی إلا الیوم ، أتأمرنی بمبارزة أبی الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق ، أراک طمعت فی إمارة الشام بعدی .

وکانت العرب تفتخر بوقوفها فی الحرب فی مقابلته ، وأما قتلاه فافتخار أهلهم أظهر وأکثر بأنه ( علیه السلام ) هو الذی قتلهم ، حیث قالت أخت عمرو بن عبد ودٍّ وهی ترثیه :

لو کان قاتل عمرو غیر قاتله بکیته أبدا ما دمت فی الأبد
لکن قاتـله من لا نظیر لـه وکان یدعى ابوه بیضة البلد

فکانت ملوک الروم والإفرنج تضع صوره ( علیه السلام ) حاملاً لسیفه فی بیوت عبادتها ، وکذلک ملوک الترک والدیلم فکانوا یضعون صوره ( علیه السلام ) على سیوفهم ، کأنهم یتفاءلون به النصر والظفر فی الحرب .

فلا یمکن أن توصف الشجاعة بأکثر من أنه ما نکل عن مبارز ، ولا بارز أحداً إلا قتله ، ولا فرَّ قطّ ، ولا ضرب ضربة فاحتاج إلى ثانیة ، وکان یقول ( علیه السلام ) :

( ما بارزت أحدا إلا وکنت أنا ونفسه علیه ) .

وقیل له : یا أمیر المؤمنین ألا تعد فرساً للفر والکر ؟

فقال ( علیه السلام ) : ( أما أنا فلا أفر ومن فر منی فلا أطلبه ) .

وکفى فی ذلک مبیته على الفراش لیلة الغار معرضاً نفسه للأخطار ، فلم یخف ولم یحزن ، فوقى النبی ( صلى الله علیه وآله ) بنفسه ، وفداه بمهجته .

وخروجه بالفواطم جهاراً من مکة ولحوق الفوارس الثمانیة به لما علموا بخروجه حنقین علیه عازمین على قتله إن لم یرجع راغماً ، ولا بد أن یکونوا من شجعان مکة وأبطالها لأن من ینتدب لمثل ذلک لا یکون من جبناء الناس ، وهم فرسان وهو راجل وهم ثمانیة وهو واحد ولیس معه إلا أیمن بن أم أیمن وأبو واقد اللیثی وهما لا یغنیان عنه شیئاً .

وقد أخذ الهلع أبا واقد حین رأى الفرسان ، فسکن جأشه ، ولم یُنقل أنهما - أیمن وأبا واقد - عاوناه بشی‏ء ، بل کان حظهما حظ الواقف المتفرج .

ولم یکن أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) بحاجة إلى مساعد ، على أن الثمانیة فوارس ولو لم یکونوا فی الدرجة العالیة من الشجاعة ، ألا إنه لا یفلت منهم رجل واحد فی العشرین من عمره أو تجاوزها بقلیل مهما کان شجاعاً ، فیمکنهم أن یحیطوا به من کل جانب فیقتلوه ولو رضخاً بالحجارة ، فإذا کر على الذین أمامه حمل علیه الذین وراءه ، أو کرَّ على الذین وراءه حمل علیه الذین أمامه فلا یمکنه الخلاص ویسهل علیهم قتله أو أسره .

وما کان منه فی وقعة بدر التی بها تمهدت قواعد الدین وأذل الله جبابرة المشرکین وقتلت فیها رؤساؤهم ووقعت الهیبة من المسلمین فی قلوب العرب والیهود وغیرهم ، فقد کان فی هذه الوقعة قطب رحاها ولیث وغاها ، بارز الولید بن عتبة أول نشوب الحرب فلم یلبثه حتى قتله .

وشارک عمه حمزة فی قتل عتبة ، واشترک هو وحمزة وعبیدة فی قتل شیبة فأجهزا علیه.

فکان قَتلُ هؤلاء الثلاثة أولُ وهنٍ لَحقَ المشرکین ودخل علیهم ، وظهرت بذلک أمارات نصر المسلمین .

وبرز إلیه حنظلة بن أبی سفیان فقتله ، وبرز إلیه من بعده طعیمة بن عدی فقتله ، وقتل بعده نوفل بن خویلد وکان من شیاطین قریش ، ولم یزل یقتل واحداً منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولین منهم و کانوا سبعین قتیلاً ، وذلک بمعونة الله تعالى له وتأییده وتوفیقه ونصره ، وکان الفتح له بذلک وعلى یدیه .

قال المفید ( رحمه الله ) : و فی الأحزاب ( یوم الخندق ) أنزل الله تعالى :

( إِذ جَاؤُوکُم مِن فَوقِکُم وَمِن أَسفَل مِنکُم وإِذ زَاغَت الأَبصَارُ وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظنُونَا هُنَالِکَ ابتُلِیَ المُؤمِنُونَ وَزُلزِلُوا زلزَالاً شَدِیداً وَإِذ یَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَا وَعَدنَا الله وَرَسُولهُ إِلا غرُوراً ) .

إلى قوله تعالى : ( وَکَفَى اللهُ المُؤمِنِینَ القِتَالَ وَکَانَ اللهُ قَوِیّاً عَزِیزاً )[ الأحزاب : 9 - 25 ] .

قال فتوجه العتب إلیهم والتوبیخ والتقریع ولم ینجُ من ذلک أحد بالاتفاق ، إلا أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) إذ کان الفتح له وعلى یدیه ، وکان قتله عمرو بن عبد ودٍّ ، ونوفل بن عبد الله ، سبب هزیمة المشرکین .

وقال رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) بعد قتله هؤلاء النفر : ( الآن نغزوهم ولا یغزوننا ) .

وقد روى یوسف بن کلیب عن سفیان بن زید عن قرة وغیره عن عبد الله بن مسعود أنه کان یقرأ : ( وکفى الله المؤمنین القتال بعلی ) .

ومبارزته لـ ( مرحب ) یوم خیبر وقتله ، وفتح الحصن ، ودحو الباب .

إلى غیر ذلک من غزواته ووقائعه فی زمن النبی ( صلى الله علیه وآله ) 

  • عقیل نصاری

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی